الMNA, ال OAS والFLN وثيقة هامة جدا
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تصريح الزعيم مصالي الحاج حلال ندوة صحفية بكوفيو، 4 ماي1962
ترجمة ,, منتصر أوبترون
سيداتي سادتي،
منذ وقف القتال، والوضع يتعفن في الجزائر، كل يوم. لم نعرف عددا مشابها من عمليات الاغتيال والضحايا. كان الشعب الجزائري ينتظر وقف القتال كحدث تاريخي ينهي المعاناة التي يقاسيها منذ أكثر من 7 سنوات. بالنسبة إلى شعبنا، فإن وقف القتال كان يجب ان يكون فرحا، سلما مكتسبا، تظاهرات بالعلم الوطني الذي يرفرف في كل مكان.. كان الشعب الجزائري يفكر ان وقف القتال سيسمح له بالعيش.. الساعات نفسها التي عاشها سبق وأن عاشها التونسيون والمغاربة، هذه التظاهرات لا تعلن الاستقلال وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي فحسب –وهذا ما لم يحدث- بل ان شعبنا يلاحظ ان وجوده أصبح أكثر صعوبة.. أو مستحيل..
بطالة، بؤس، أوبئة، تفجيرات بلاستيك، سيارات مفخخة، قنبَلة أحياء، اغتيالات جماعية.. إنها وضعية لا تطاق ولا يمكن ان تستمر دون ان تثير ردود فعل عنيفة. ترتكب هذه الجرائم يوميا من طرف فاشيي منظمة الجيش السري لإبقاء الجزائر ضمن النظام الكولونيالي القديم. ومن OAS يجب ان ننتظر كل شيء: إنها عازمة على استعمال كل الوسائل، بما فيها الإبادة العرقية وسياسة الأرض المحروقة، لخلق الدمار والفوضى وإفساد استقلال بلادنا.
رغم ان هذه المنظمة، منظمة غلاة الفاشية، هي التي تريد مجموعات إلصاقها بالحركة الوطنية الجزائرية.. لقد نددنا عدة مرات بهذه الاتهامات الكاذبة، التي يراد منها رمي العار على حزبنا وتقسيم الجزائريين. ويجب ان نفهم ان هذه الردود لم تكن كافية مادام هناك مقال قد وصل إلى درجة اتهام مبعوثين من الحركة الوطنية بأنهم قد عقدوا اتفاقا بفرانكفورت مع منظمة الجيش السري. هذه الجريدة زعمت أيضا أني كنت على علم بهذه التحضيرات. من جهة أخرى، تم تداول اسمي كثيرا فيما يخص قائمة شهود ذكرهم "سالان" خلال استنطاقه الأول. وفعلا، اسمي موجود أمام عدد كبير من الشخصيات المدنية والعسكرية، منها الجنرال ديغول.
ما الذي يمكن ان نقوله في كل هذه الحملة الكاذبة سوى ان الحركة الوطنية استعملت كوسيلة لحملة سياسية بوليسية واسعة؟ وليست المرة الأولى التي نجد فيها أنفسنا ضحايا لهذه المبادرات، ولكن الحركة الوطنية وأنا، الأمس مثل اليوم، عازمان على الدفاع عن أنفسنا وإحباط كل المؤامرات ومحاربة حملات التسميم والكذب.
ماضيّ السياسي وكفاحي لـ40 سنة من اجل استقلال الجزائر ورقيها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تمسكي بالديمقراطية مهما كانت ظروف الكفاح، وأخيرا الطابع الجماهيري للحركة الوطنية منذ نجم إفريقيا حتى الحركة الجزائرية MNA تثبت ما إذا كان ذلك ضروريا، ان كل شيء يفرقنا عن OAS المتواجدة على النقيض من برنامجنا السياسي.
لهذا، فإني أصرح بكل طاقاتي، ليعرف الجميع انه لا الـMNA ولا أنا –نفسي- قد عقدنا أي اتفاق مع هذه المنظمة العنصرية، ولم يكن لنا أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع ممثليها في أي وقت من الأوقات. في هذا الصدد، لم أتردد أبدا، وكدليل لم أتردد في شهر جويلية الأخير في طرد مجموعة من الأفراد الذين سمحوا لأنفسهم بقبول الارتشاء من طرف أجهزة استعمارية بهدف خلق قوة ثالثة التي كانت MNA قد نددت بها منذ بداية الثورة الجزائرية، هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أنفسهم يساقون بعيدا عن الثورة يمكنهم غدا استعمال شعار MNA لمغامرات أخرى. أما نحن، فلم نتوقف أبدا عن السير في طريق الشرف، وسنواصل السير في الطريق نفسها، مهما كانت المحن والقمع.
هناك مشكلة أريد ان اطرحها أمامكم، إنها مشكل الصراعات بين الإخوة والاقتتال بين الإخوة الذي واجه MNA بالآفلان منذ 1956 إلى يومنا هذا.. هذه الصراعات بين وطنيين يحملون الهدف نفسه لاستقلال الجزائر خلفت آلاف الضحايا. في ما يخصنا، تأسفنا ونددنا بها، وأطلقنا عدة نداءات للمصالحة لوضع حد للاقتتال. وإذا كانت هذه الاقتتالات قد تواصلت بالأمس رغم نداءاتنا، فانه كان من المفروض ان تنتهي اليوم مع وقف إطلاق النار، في حين ان هذه المعارك بين الإخوة تتواصل، حتى إنها تضاعفت منذ بضعة أيام تحت أشكال جديدة.
بالأمس، كان الرشاش والمسدس والقنبلة اليدوية، واليوم: الساطور والسكين والهراوة والحبل، الاختطاف والذبح. عنف البعض يثير عنف البعض الآخر. الوقت ليس وقت من الذي بادر بذلك أولا، لأن هناك مسارا وحلقة انتقام جهنمية. من الأحسن، اليوم، البحث عن وسائل لوضع حد لهذه المصيبة. بالنسبة لي لم أتوقف منذ 1957 إلى أيامنا هذه عن إطلاق النداءات المتوالية إلى جبهة التحرير، من اجل إنهاء هذه المجزرة التي تهدد استقلال بلادنا وتخدم مصالح فاشيي منظمة الجيش السري.
أليست المرحلة خطيرة بما يكفي بالنسبة إلينا، كجزائريين، كي ننكب على هذا المشكل ونحطم الدائرة الجهنمية، ونتحد لمواجهة الأخطار المشتركة؟ وحول هذا الموضوع أود ان أوضح انه رغم أني لم احضر المفاوضات، ورغم التحفظات على الاتفاق الفرنسي/ جبهة التحرير، فإن الحركة الوطنية الجزائرية قد قررت اللجوء إلى تحويلها سياسيا، والمشاركة بنشاط في تشييد الدولة الجزائرية مستقبلا، وفقا لمبادئ تقرير المصير. نجدد اليوم بصفة خاصة نداءنا إلى جبهة التحرير لوضع حد لاقتتال الإخوة، وتحقيق تقارب يسمح لنا بتوحيد القوة الوطنية والديمقراطية لبلادنا، ومواجهة الصعوبات التي تحاصر شعبنا من كل جهة، وتحقيق أهداف الثورة الجزائرية.
لهذا نقترح اتحادا في القمة بين جبهة التحرير والحركة الوطنية، لنناقش معا هذه المشاكل. وإذا لم تـَطغَ الحكمة السياسية فعلينا ان ننتظر الأسوأ. سنرى في فرنسا والجزائر الفرنسيين يحاربون فرنسيين والجزائريين يقتتلون بينهم لفائدة الفاشية. إن الـMNA يعتبر الاتحاد ضرورةً حيوية، وتحقيقه –وحده- يسمح لنا بمعالجة المشكل الجزائري في أحسن الظروف. وبفضل هذه الوحدة سيستطيع الجزائريون ان يتفرغوا بصفة خاصة لبناء جزائر جديدة، وبناء مؤسسات، وخلق قواعد ضرورية لحل المشاكل السياسية، الاقتصادية والسوسيوثقافية. ينتظر الشعب الجزائري من قادته ان يترجَم استقلال البلاد إلى الواقع، إلى تحقيق طموحاته. هناك أيضا مشكلة نريد ان نعبر عن رأينا فيها: إننا أول من طرح مسألة المغرب الموحد -عند خلقنا نجم شمال إفريقيا، بعيد الحرب الكونية الأولى- كضرورة تاريخية، سياسية، اقتصادية وإستراتيجية. هذه المسألة كانت بالنسبة لنا ذات أهمية كبيرة دوما، لكن لا يمكن حلها ان بقي بلدنا في الحال التي يرزح فيه اليوم. وكذلك لا يمكن ان ننشئ المغرب قبل ان تحقق الدول الثلاثة استقلالها السياسي والاقتصادي.
صحيح إننا مرتبطون بالعالم العربي بفعل التاريخ والجغرافيا والثقافة واللغة والدين، انه من الطبيعي ان تبحث الشعوب العربية عن اتحاد لمواجهة التطور الاقتصادي والتقني الذي يغير العالم كله. طموح العالم العربي في الاتحاد هذا هو أيضا شرعي، مثل الطموحات التي تدفع جهات من العالم إلى الاتحاد. هذا يعني انه يجب تحديد في أي ظروف يمكن ان تتحقق هذه الوحدة، ولكن فيما يخصنا فإننا نعتقد أنه لا يمكننا ان نفعل شيئا مستديما ومقبولا في هذا الاتجاه إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار الطموحات العميقة للشعوب العربية نفسها والسير في الدروب الديمقراطية، مع احترام حق كل واحد.
بالنسبة إلى العالم الإفريقي، امتدادنا الصحراوي يضعنا في تواصل معه. الحركة الوطنية الجزائرية تنتظر ان يكون للجزائر علاقات مع الشعوب السوداء المجاورة. لدينا دائما علاقات جيدة مع ممثلي هذه الشعوب الذين كانوا بالأمس طلبة في فرنسا، ويسيرون اليوم بلدانهم.
بموقعها الجغرافي، فإن الجزائر محور يدور نحو الشرق العربي والقارة الإفريقية والعالم الغربي. في الماضي، كان للجزائر، مثل باقي المغرب، علاقات اقتصادية، تجارية ودبلوماسية مع العالم الغربي، ولا ننسى شيئا من الماضي، ونأمل ان تكون الجزائر مستقلة، بعلاقات مثمرة مع كل بلدان البحر الأبيض المتوسط، بما فيها الشعب الفرنسي.
مصدر:
هذا النص من كتاب جاك سيمون" مصالي الحاج بالنصوص"
الصورة :موقع الفرنسي ina.fr
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
تصريح الزعيم مصالي الحاج حلال ندوة صحفية بكوفيو، 4 ماي1962
ترجمة ,, منتصر أوبترون
سيداتي سادتي،
منذ وقف القتال، والوضع يتعفن في الجزائر، كل يوم. لم نعرف عددا مشابها من عمليات الاغتيال والضحايا. كان الشعب الجزائري ينتظر وقف القتال كحدث تاريخي ينهي المعاناة التي يقاسيها منذ أكثر من 7 سنوات. بالنسبة إلى شعبنا، فإن وقف القتال كان يجب ان يكون فرحا، سلما مكتسبا، تظاهرات بالعلم الوطني الذي يرفرف في كل مكان.. كان الشعب الجزائري يفكر ان وقف القتال سيسمح له بالعيش.. الساعات نفسها التي عاشها سبق وأن عاشها التونسيون والمغاربة، هذه التظاهرات لا تعلن الاستقلال وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي فحسب –وهذا ما لم يحدث- بل ان شعبنا يلاحظ ان وجوده أصبح أكثر صعوبة.. أو مستحيل..
بطالة، بؤس، أوبئة، تفجيرات بلاستيك، سيارات مفخخة، قنبَلة أحياء، اغتيالات جماعية.. إنها وضعية لا تطاق ولا يمكن ان تستمر دون ان تثير ردود فعل عنيفة. ترتكب هذه الجرائم يوميا من طرف فاشيي منظمة الجيش السري لإبقاء الجزائر ضمن النظام الكولونيالي القديم. ومن OAS يجب ان ننتظر كل شيء: إنها عازمة على استعمال كل الوسائل، بما فيها الإبادة العرقية وسياسة الأرض المحروقة، لخلق الدمار والفوضى وإفساد استقلال بلادنا.
رغم ان هذه المنظمة، منظمة غلاة الفاشية، هي التي تريد مجموعات إلصاقها بالحركة الوطنية الجزائرية.. لقد نددنا عدة مرات بهذه الاتهامات الكاذبة، التي يراد منها رمي العار على حزبنا وتقسيم الجزائريين. ويجب ان نفهم ان هذه الردود لم تكن كافية مادام هناك مقال قد وصل إلى درجة اتهام مبعوثين من الحركة الوطنية بأنهم قد عقدوا اتفاقا بفرانكفورت مع منظمة الجيش السري. هذه الجريدة زعمت أيضا أني كنت على علم بهذه التحضيرات. من جهة أخرى، تم تداول اسمي كثيرا فيما يخص قائمة شهود ذكرهم "سالان" خلال استنطاقه الأول. وفعلا، اسمي موجود أمام عدد كبير من الشخصيات المدنية والعسكرية، منها الجنرال ديغول.
ما الذي يمكن ان نقوله في كل هذه الحملة الكاذبة سوى ان الحركة الوطنية استعملت كوسيلة لحملة سياسية بوليسية واسعة؟ وليست المرة الأولى التي نجد فيها أنفسنا ضحايا لهذه المبادرات، ولكن الحركة الوطنية وأنا، الأمس مثل اليوم، عازمان على الدفاع عن أنفسنا وإحباط كل المؤامرات ومحاربة حملات التسميم والكذب.
ماضيّ السياسي وكفاحي لـ40 سنة من اجل استقلال الجزائر ورقيها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تمسكي بالديمقراطية مهما كانت ظروف الكفاح، وأخيرا الطابع الجماهيري للحركة الوطنية منذ نجم إفريقيا حتى الحركة الجزائرية MNA تثبت ما إذا كان ذلك ضروريا، ان كل شيء يفرقنا عن OAS المتواجدة على النقيض من برنامجنا السياسي.
لهذا، فإني أصرح بكل طاقاتي، ليعرف الجميع انه لا الـMNA ولا أنا –نفسي- قد عقدنا أي اتفاق مع هذه المنظمة العنصرية، ولم يكن لنا أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع ممثليها في أي وقت من الأوقات. في هذا الصدد، لم أتردد أبدا، وكدليل لم أتردد في شهر جويلية الأخير في طرد مجموعة من الأفراد الذين سمحوا لأنفسهم بقبول الارتشاء من طرف أجهزة استعمارية بهدف خلق قوة ثالثة التي كانت MNA قد نددت بها منذ بداية الثورة الجزائرية، هؤلاء الأشخاص الذين تركوا أنفسهم يساقون بعيدا عن الثورة يمكنهم غدا استعمال شعار MNA لمغامرات أخرى. أما نحن، فلم نتوقف أبدا عن السير في طريق الشرف، وسنواصل السير في الطريق نفسها، مهما كانت المحن والقمع.
هناك مشكلة أريد ان اطرحها أمامكم، إنها مشكل الصراعات بين الإخوة والاقتتال بين الإخوة الذي واجه MNA بالآفلان منذ 1956 إلى يومنا هذا.. هذه الصراعات بين وطنيين يحملون الهدف نفسه لاستقلال الجزائر خلفت آلاف الضحايا. في ما يخصنا، تأسفنا ونددنا بها، وأطلقنا عدة نداءات للمصالحة لوضع حد للاقتتال. وإذا كانت هذه الاقتتالات قد تواصلت بالأمس رغم نداءاتنا، فانه كان من المفروض ان تنتهي اليوم مع وقف إطلاق النار، في حين ان هذه المعارك بين الإخوة تتواصل، حتى إنها تضاعفت منذ بضعة أيام تحت أشكال جديدة.
بالأمس، كان الرشاش والمسدس والقنبلة اليدوية، واليوم: الساطور والسكين والهراوة والحبل، الاختطاف والذبح. عنف البعض يثير عنف البعض الآخر. الوقت ليس وقت من الذي بادر بذلك أولا، لأن هناك مسارا وحلقة انتقام جهنمية. من الأحسن، اليوم، البحث عن وسائل لوضع حد لهذه المصيبة. بالنسبة لي لم أتوقف منذ 1957 إلى أيامنا هذه عن إطلاق النداءات المتوالية إلى جبهة التحرير، من اجل إنهاء هذه المجزرة التي تهدد استقلال بلادنا وتخدم مصالح فاشيي منظمة الجيش السري.
أليست المرحلة خطيرة بما يكفي بالنسبة إلينا، كجزائريين، كي ننكب على هذا المشكل ونحطم الدائرة الجهنمية، ونتحد لمواجهة الأخطار المشتركة؟ وحول هذا الموضوع أود ان أوضح انه رغم أني لم احضر المفاوضات، ورغم التحفظات على الاتفاق الفرنسي/ جبهة التحرير، فإن الحركة الوطنية الجزائرية قد قررت اللجوء إلى تحويلها سياسيا، والمشاركة بنشاط في تشييد الدولة الجزائرية مستقبلا، وفقا لمبادئ تقرير المصير. نجدد اليوم بصفة خاصة نداءنا إلى جبهة التحرير لوضع حد لاقتتال الإخوة، وتحقيق تقارب يسمح لنا بتوحيد القوة الوطنية والديمقراطية لبلادنا، ومواجهة الصعوبات التي تحاصر شعبنا من كل جهة، وتحقيق أهداف الثورة الجزائرية.
لهذا نقترح اتحادا في القمة بين جبهة التحرير والحركة الوطنية، لنناقش معا هذه المشاكل. وإذا لم تـَطغَ الحكمة السياسية فعلينا ان ننتظر الأسوأ. سنرى في فرنسا والجزائر الفرنسيين يحاربون فرنسيين والجزائريين يقتتلون بينهم لفائدة الفاشية. إن الـMNA يعتبر الاتحاد ضرورةً حيوية، وتحقيقه –وحده- يسمح لنا بمعالجة المشكل الجزائري في أحسن الظروف. وبفضل هذه الوحدة سيستطيع الجزائريون ان يتفرغوا بصفة خاصة لبناء جزائر جديدة، وبناء مؤسسات، وخلق قواعد ضرورية لحل المشاكل السياسية، الاقتصادية والسوسيوثقافية. ينتظر الشعب الجزائري من قادته ان يترجَم استقلال البلاد إلى الواقع، إلى تحقيق طموحاته. هناك أيضا مشكلة نريد ان نعبر عن رأينا فيها: إننا أول من طرح مسألة المغرب الموحد -عند خلقنا نجم شمال إفريقيا، بعيد الحرب الكونية الأولى- كضرورة تاريخية، سياسية، اقتصادية وإستراتيجية. هذه المسألة كانت بالنسبة لنا ذات أهمية كبيرة دوما، لكن لا يمكن حلها ان بقي بلدنا في الحال التي يرزح فيه اليوم. وكذلك لا يمكن ان ننشئ المغرب قبل ان تحقق الدول الثلاثة استقلالها السياسي والاقتصادي.
صحيح إننا مرتبطون بالعالم العربي بفعل التاريخ والجغرافيا والثقافة واللغة والدين، انه من الطبيعي ان تبحث الشعوب العربية عن اتحاد لمواجهة التطور الاقتصادي والتقني الذي يغير العالم كله. طموح العالم العربي في الاتحاد هذا هو أيضا شرعي، مثل الطموحات التي تدفع جهات من العالم إلى الاتحاد. هذا يعني انه يجب تحديد في أي ظروف يمكن ان تتحقق هذه الوحدة، ولكن فيما يخصنا فإننا نعتقد أنه لا يمكننا ان نفعل شيئا مستديما ومقبولا في هذا الاتجاه إلا إذا أخذنا بعين الاعتبار الطموحات العميقة للشعوب العربية نفسها والسير في الدروب الديمقراطية، مع احترام حق كل واحد.
بالنسبة إلى العالم الإفريقي، امتدادنا الصحراوي يضعنا في تواصل معه. الحركة الوطنية الجزائرية تنتظر ان يكون للجزائر علاقات مع الشعوب السوداء المجاورة. لدينا دائما علاقات جيدة مع ممثلي هذه الشعوب الذين كانوا بالأمس طلبة في فرنسا، ويسيرون اليوم بلدانهم.
بموقعها الجغرافي، فإن الجزائر محور يدور نحو الشرق العربي والقارة الإفريقية والعالم الغربي. في الماضي، كان للجزائر، مثل باقي المغرب، علاقات اقتصادية، تجارية ودبلوماسية مع العالم الغربي، ولا ننسى شيئا من الماضي، ونأمل ان تكون الجزائر مستقلة، بعلاقات مثمرة مع كل بلدان البحر الأبيض المتوسط، بما فيها الشعب الفرنسي.
مصدر:
هذا النص من كتاب جاك سيمون" مصالي الحاج بالنصوص"
الصورة :موقع الفرنسي ina.fr
تصريحات ميصالي الحاج مؤسس حزب الاستقلال. |
تعليقات
إرسال تعليق