عين الحوت بتلمسان ... من هنا بدأت قصة تاريخ جديد.
عين الحوت قرية صغيرة عدد سكانها عشرة ألاف نسمة تابعة إداريا لبلدية شتوان بتلمسان ، و هي قرية عتيقة ذات تاريخ عريق ، أنجبت شخصيات عديدة كان لها أثر كبير في تاريخ تلمسان و بلاد المغرب عامة مثل المولي محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل و الإمام أبي عبد الله الشريف التلمساني و سيدي عبد الله بن منصور الحوتي.
ارتبط اسمها بتاريخ تلمسان فلا يكاد يخلو كتاب تاريخ من ذكرها. كانت تسمى قديما بقرية الأشراف العلويين و عرفت أيضا بمدينة الزهور لكثرة الرياض و البساتين بها أما تسمية عين الحوت فهي متأخرة ظهرت بداية القرن التاسع الهجري (الخامس عشر ميلادي) نسبة إلى عين غزيرة في مدخل القرية محاطة بصهريج صغير فيه بعض الأسماك الحمراء و البنفسجية التي مازالت موجودة إلى الآن .
الإمارة السليمانية :
اختيرت منطقة عين الحوت كموطن للأشراف لأنهاكانت من بين المناطق التي لا يسكنها الأمازيغ و لا يحاربونهم عليها و كانت نقطة التحول في تاريخها قدوم المولى محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل المحض بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى تلمسان فارا من موقعة فخ قرب مكة المكرمة سنة 169 هـ و قيل والده سليمان بن عبد الله و الأصح أنه محمد بن سليمان و هو الذي عليه الجمهور و الأغلب أن محمد بن سليمان و لد لأبيه بالحجاز و أمه لبانة بنت لشاشة الفزازي و استقر به المقام بعين الحوت فكان أول من أسسها نظرا لموقعها كملتقى لطرق تلمسان "و من ذلك الحين دعيت قرية العلويين. و بايعته قبائل تلمسان كلها على السمع و الطاعة و الإمارة بعد أن عرفوا نسبه و علمه و صلاحه فكانت الإمارة السليمانية بتلمسان سنة 173 هـ (790 م) و التي انضوت فيما بعد تحت لواء الدولة الإدريسية بعد أن بايع المولى محمد بن سليمان بن عبد الله لابن عمه إدريس الثاني بن إدريس سنة 199 هـ (815 م) فجعل له إمارة تلمسان و ما بعدها من المغرب الأوسط سنة 202 هـ (818 م) وتوفي رحمه الله بوهران و دفن بجبل وهران قرب منطقة "قديل" بعد أن قسم الإمارة السليمانية على أولاده و كان خليفته من بعده ابنه أحمد بن محمد بن سليمان و بقيت عين الحوت من بعده مستقرا لأبنائه فكانت دار الإمارة السليمانية و مهد نشر و تعليم الدين الحنيف و تعتبر مرحلة الإمارة السليمانية أولى مراحل تاريخ عين الحوت و أهمها و قد عمرت و ازدهرت و من آخر أمراءها محمد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل و ابنه القاسم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل و انتشروا في ربوع البلاد لم يبق من آثارهم إلا مكان المسجد العتيق .
و من بني العائلات التي حافظت على نسبها من اهل المنطقة نجد :
:"بوعبد اللّه الشريف" و "بن منصور" و "بن حمّو" و "بلعربي " و "بن عودة" و "بوعلي" و "العبّاس" و "الشارف" و "اليبدري" و "برزوق" و "الحاج حمادي(حوتي)" و "بن عدو" و "رحال" و"النجار" و "بلفاطمي" و "بريك" و " بوغرارة" و"خوان" و " بن فريحة" و"بن قديح" و "بوقادة" و"شرقي" و "بن خنافو" و "بن قانة" و"مهيدي" و"حسناوي" و " هدراش" و "بوشيخي" و "بركات" و "زروقي" و"صفراوي "وبن سهلة اول وبن عمامو
غيرهم.بالإضافة لعائلتي "منصوري" و "مرابط بن سليمان" بمدينة تلمسان.
و بعض هذه العائلات المذكورة تنتسب إلى "عبد الله بن منصور" و بعضها وفد إلى عين الحوت منذ قرابة المئتي سنة من بعض نواحي مدينة تلمسان أو ما يعرف بالحوز التلمساني (و هو ما يمثل اليوم ولاية تلمسان) و بعضهم من المغرب أو من أماكن أخرى.
أهم أخبار تلمسان و ضواحيها.
تعليقات
إرسال تعليق