الملك الحادي عشر لتلمسان
أبو عنان المريني عالم الملوك وملك العلماء الذي مات مخنوقا
نشر بوساطة عبد الإله بوزيد في نون بريس يوم 12 - 01 - 2017
هو أبو عنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان وهو من أشهر ملوك بني مرين بالمغرب الأقصى دامت فترة حكمه عشر سنوات (749-759) ، وهو الملك الحادي عشر من ملوك بني مرين. ولاه أبوه على تلمسان بعد أن استولى عليها سنة 737ه.
عن وصفه وهيأته قال عنه الناصيري: "كان السلطان أَبُو عنان رَحمَه الله أَبيض اللَّوْن، تعلوه صفرَة، طَوِيل الْقَامَة، يشرف على النَّاس بِطُولِهِ، نحيف الْبدن، عالي الْأنف حسنه، أعين، أدعج، جَهورِي الصَّوْت، فِي كَلَامه عجلة حَتَّى لَا يكَاد السَّامع يفهم مَا يَقُول، عَظِيم اللِّحْيَة، تملأ صَدره أسودها، وَإِذا مرت بهَا الرّيح تَفَرَّقت نِصْفَيْنِ حَتَّى يستبين مَوضِع الذقن ".
غادر أبو عنان مدينة تلمسان بعد علمه بخبر وفات والده في ربيع الأول عام (749ه) وتنازل عليها لآل زيان وشد رحاله نحو مدينة فاس ليخلف عرش أبيه ,إلا أنه عند قدومه تفاجأ بأن والده لازال حيا ,فقاتله قتالا شديدا على الحكم أرغم معه والده على التنحي, وجلس على عرش أبيه، وأطلق على نفسه لقب المتوكل على الله وأعلن نفسه أميرا للمؤمنين .
اشتهر أمير المؤمنين أبو عنان فارس المريني بحب العلوم والآداب، وإثابة أهل العلم، ومناظرتهم. قال الناصري: "َكَانَ فَارِسًا شجاعا يقوم فِي الْحَرْب مقَام جنده، وَكَانَ فَقِيها يناظر الْعلمَاء الجلة، عَارِفًا بالْمَنْطق وأصول الدّين، وَله حَظّ صَالح من علمي الْعَرَبيَّة والحساب، وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ عَارِفًا بناسخه ومنسوخه، حَافِظًا للْحَدِيث عَارِفًا بِرِجَالِهِ، فصيح الْقَلَم، كَاتبا بليغا حسن التوقيع، شَاعِرًا".
وسماه لسان الدين ابن الخطيب "عالم الملوك، وملك العلماء". حيث كانت له مجالس علمية يقوم بتدريس علمائها، وبإجازتهم .
اشتهر أبو عنان بولعه الشديد ببناء الزوايا حيث تميز عصره بكثرة الزوايا التي مازالت آثارها بادية في المغرب إلى يومنا هذا كما اهتم بتشييد المدارس ، ومدرسته العنانية بفاس مَشْهُورَة إِلَى الآن وأيضا الْمدرسَة العجيبة بحومة بَاب حُسَيْن في سلا التي تحولت اليوم إلى فندق .
قضى فترة حكمه التي دامت10سنوات في إعداد الجيوش وخوض الحروب ,أعد أبو عنان جيشا كبيرا وجهه نحو تلمسان ليسترجعها من قبضة الزيانيين ,ونجح في ضم المغرب الأوسط وشدت جيوشه الرحال نحو تونس. ودخلها وانتزع القسطنطينية بعد هزمه للحفصيين .
خرج السلطان أبو عنان المريني لأداء صلاة عيد الأضحى في المصلى ،وكان دأب كلما انقضت الصلاة أن يجلس مع الناس،إلا أنه هذه المرة لزم فراشه ،من شدة ما ألم به من المرض ،إذاك تحين وزيره المدعو الحسن بن عمرو الفودودي الفرصة ليقدم على إغتياله خنقا في سنة 759 ه وعمره لم يتجاوز 33 عاما ،وشكلت وفاة أبو عنان المريني بداية لانحطاط دولة بني مرين في المغرب الأقصى.
تعليقات
إرسال تعليق